Tweet

أكد محلل وكاتب صهيوني أن الولايات المتحدة الأمريكية تبيع الوهم للجميع، مشيرا إلى أن انزلاق سوريا مرة أخرى للقتال بعد وقف إطلاق النار الذي تم برعاية أمريكا وروسيا أكبر دليل على اتفاق الأمريكيين والروس على التظاهر بعدم البحث في الخروقات للهدنة.
وقال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت" العبرية، "غي بخور" ، إن الحقيقة المرة هي أن أيا من الأطراف لا يعرف ما العمل في سوريا. الكل محاصر بالمصائب والمخاوف، وعليه فإنهم يتظاهرون. بشار يستجدي البقاء، وهو يعرف بأنه ليس له أي أمل. ولهذا، فإنه يقصف من البر والجو، ولكنه يخادع في وقف النار.
وأوضح الكاتب أنه قد بات الروس يدركون بأنهم تورطوا في مستنقع عكر ليس له قاع، وهم أيضا يريدون نقطة انتهاء ما، ليست موجودة. الإيرانيون منشغلون بمشاكلهم، والثوار السُنة على جماعاتهم يحلمون بعظمة ما، لن تكون. فلماذا لا يتظاهرون إذن؟ في الخيال الكل ينتصر.
ولفت الكاتب إلى أن الأكثر تشوشا هم الأمريكيون، وسلوكهم في سوريا محرج جدا: كانوا ضد الأسد ومع الثوار، بعد ذلك مع الأسد وضد الثوار، مع الثوار وضد الأكراد، وبعد ذلك مع الأكراد وضد الثوار، وفي واقع الأمر مع الثوار ومع الأكراد، أو واقع الأمر ضد الثوار وضد الأكراد. مع اردوغان ومن دون اردوغان، مع الروس وضد الروس. فما هي سياستهم؟ أوهام.
وأشار الكاتب إلى أن سياسة الأوهام الأمريكية لا تجري في سوريا، وفقط،ـ بل وفي العراق أيضا، مضيفا أن تباهى أوباما، مؤخرا، بأن داعش يتراجع ويضعف، فكيف إذن في يوم الأحد من هذا الأسبوع شن هجوما هائلا وصل فيه إلى مسافة 10 كم عن المطار الدولي في بغداد، أنبوب الحياة للنظام الشيعي العراقي، ناهيك عن أن داعش يبطش بالجنود العراقيين في الرمادي وفي مدن أخرى وينجح في تفجير مئات الأشخاص خلال شهر في العمليات. والجيش العراقي نفسه يتردد في القتال مباشرة في مواجهة مقاتلي "داعش".
وتساءل الكاتب أين كان الأمريكيون في المعارك يوم الأحد؟، وفقا لتقارير عراقية (وهي أيضا نوع من الوهم) داعش انسحب، ولكنه لا يزال يوجد في كل مكان في غرب وشمال البلاد.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن الولايات المتحدة هي الأخرى تدرك بأن قصفها لا يساعد، فهل يُدخل اوباما جنودا أمريكيين إلى المعركة البرية؟ مشكوك جدا. وعليه، ففي العراق أيضا علق الأمريكيون في طريق بلا مخرج، ثمرة تجاربهم المريرة.