بل محاكم تفتيش أحب إلينا !!
لقد أصبحت قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قضية مؤرقة للكثير ممن يسمون أنفسهم بأبناء الوطن!
وفي كل يوم يطفو على طرف الطريق غثاءٌ باهتٌ بارد!
ماأدري كأن القوم باتوا يتجردون من انتسابهم لخير أمة, لكنهم ينتسبون للوطن!
وأي وطن ذلك الذي يتحدثون عنه؟!
إنه الوطن الذي انفجرت منه دعوة التوحيد القائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر .. )
إن التمكين لهذه الدولة المباركة ماكان إلا بإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, قال الملك عبد العزيز-رحمه الله-تعالى: دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد صلى الله عليه وسلم, فإما حياة سعيدة على ذلك, وإما موتة سعيدة. كما قال رحمه- الله- : جميع أحكام المملكة, تكون منطبقة على كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وماكان عليه الصحابة والسلف الصالح.
وإن المتأمل للخط التاريخي لنشأة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية-رعاها الله- والذي بدأ من عام 1319هـ, حيث تولى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ, بصفة تطوعية, ثم امتد هذا الخط إلى وقتنا الحاضر مارا بمراحل عدة كل مرحلة أقوى من التي قبلها, وكلها تكشف عن مدى اهتمام هذه الدولة بتلك الشعيرة العظيمة التي يتوقف عليها نجاة الأمة وهلاكها, وعزها وذلها, جاء من حديث جابر –رضي الله عنه- مرفوعا: ( مامن قوم يُعمل فيهم بالمعاصي هم أعز منهم وأمنع لايغيرون إلا عمهم الله بعقاب)
ثم بعد ذلك كله يأتي من يصف الهيئة ورجالها "ببقايا محاكم التفتيش المندثرة, أوحراس الأخلاق القدامى".
مدعيا أنه من أبناء الوطن الحريصين على تقدمه ورقيه فيقول متشدقاً متفيهقاً: ولن أتراجع حتى أرى وطني أجمل أوطان العالم، فوطني أهم من كل المنافقين وكل التقاليد والطوائف والمذاهب وكل التيارات الفكرية وليسقط الجهل وليحيا وطني".
لن تتراجع عن ماذا؟!!
عن وصف أهل العلم والدعاة إلى الفضيلة بالجماعات والطوائف وأهل المذاهب, ونعتهم بالجهل والتطرف وأنهم خريجوا سجون ومدمنوا مخدرات؟!
أم لن تتراجع عن وصف أئمة المساجد بالمشوشين الذين تؤذي أصواتهم أذنها كل جمعة ليشغلونها عن الدراسة بعجائب تطرفهم ؟!
أم لن تتراجع عن إعجابها بالحضارة الإغريقة الوثنية الداعية إلى الفساد والرذيلة بالدعوة القديمة المتجددة لكشف جسد المرأة الذي مجده السابقون وقدسوه وعبدوه, فتجعله أحسن وأعقل من شرع خالقها ؟!!
أم لن تتراجع عن ردها للنصوص الشرعية, مرة بتفاخرها بلبس الكعب العالي الذي يرتفع صوته عالياً، فتتوقف بضعة أحاديث ويخيم الصمت في نهاية الممر بانتظار معرفة صاحبة الكعب؟!!
فهي تخالف نصاً واضحاً من الشارع العظيم: ( ولايضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ....)
لقد أحبت الكعب العالي لأنه يعبرعن شخصيتها وثقافتها وهمتها وتفكيرها!
ومرة بطلب التعددية الزوجية للمرأة وحسد الرجل عليها والرغبة في محاكاة الخائنة وبائعة الهوى ؟!!
والله شتان بين من شُبه حياء خير البشر بحيائها ( كان أشد حياءا من العذراء في خدرها) فهي تجوب العالم بحجابها وعفتها واعتزازها بدينها وشرع ربها, وقد تُسجن وتُنفى لأنها متمسكة بحجابها, وبين من تجاهر بقلة حيائها وعدم خجلها فتفاخر بشعرها ووجهها وساقيها وشئ من فخذيها.. ثم تعلنها صريحة ( لم أعد أخجل) !!
أيها السادة... لسنا أغبياء ولا جهالاً ولا سذجاً, حتى نصدق تلك الأهزوجة التي يدندن بها أدعياء الوطنية ليل نهارإنا نسعى لرقي الوطن وتقدمه ) ؟!
بل هم والله من يريد هلاك الوطن ودماره!
ونقول إن كان من يحمي الدين والعرض, ويذب عن الشرع, ويحفظ للأمة خيريتها يوصف بمحاكم التفتيش, فحيا هلا بمحاكم التفتيش!
بل ومحاكم التفتيش أحب إلينا من دعاة الرذيلة ومشيعوا الفواحش !
ياهذه ... إن كان في جعبتك الكثير فعندنا أيضا الكثير الكثير !
سوزان رفيق المشهراوي
الأحد:1433/2/28هـ
|