إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2014-12-18 05:18
عباس ترك القضية الفلسطينية وتفرغ لتصفية خصومه بالداخل


قال الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان: إن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، تعيش حالة من الارتباك غير مسبوقة، حيث تسودها الصراعات والانقسامات الداخلية.
وأضاف عطوان أن هناك حالة من عدم وضوح الرؤيا تجاه مسألة التنسيق الأمني مع "الإسرائيليين"، من حيث استمراره أو وقفه، وكذلك بالنسبة إلى الذهاب إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يضع سقفًا زمنيًّا لإنهاء الاحتلال.
وتابع الكاتب في مقالة له على رأي اليوم: الرئيس عباس لا يريد أن يقدم على أي خطوة عملية في مواجهة العربدة الاستيطانية "الإسرائيلية"، وهو في الوقت نفسه متردد في الذهاب إلى مجلس الأمن.
وأضاف أنه في نفس الوقت يخوض حربًا ضروسًا مع خصومه، سواء داخل حركة "فتح" أو في منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة مع حليفه الأوثق السابق ياسر عبد ربه أمين سر المنظمة الذي يتهمه بالانحياز إلى النائب المبعد من حركة "فتح" محمد دحلان، وعَقْدِ لقاء ثلاثي مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بحضور دحلان وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، علاوة على عبد ربه في "أبو ظبي".
وتابع عطوان: بوصلة الرئيس عباس ضائعة ومشوشة ومعها القضية الفلسطينية، والرجل انصرف كليًّا عن هذه القضية إلى معاركه الداخلية، وتصفية حساباته مع من ينشقون عن طاعته.
وأشار إلى أنه بعد استشهاد الوزير السابق زياد أبو عين، توقع الكثيرون أن يقدم الرئيس عباس على إجراءات عملية مثل إنهاء التنسيق الأمني مع "إسرائيل" كرد على عملية اغتيال الشهيد أبو عين، وتجاوبًا مع المطالب الشعبية الغاضبة، ولكنه عمل على تأجيل اجتماع قيادته أكثر من مرة حتى يهدأ الشارع، وعندما عقد هذا الاجتماع مساء يوم الأحد الماضي، ألقى خطابًا فارغًا وهزيلًا لم يتطرق فيه مطلقًا لهذا التنسيق، وغادر القاعة دون أن يسمح بمناقشته، وكأنه يتعاطى مع تماثيل من الحجارة تجلس على مقاعد من خشب، وليس أعضاء لجنة مركزية في حركة "فتح" أو أعضاء لجنة تنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف الكاتب الفلسطيني: الرئيس عباس ترك الميدان للسيد محمود الهباش وزير الأوقاف السابق لكي يخرج على الإعلام ليؤكد أن التنسيق الأمني سيستمر؛ لأن استمراره من مصلحة الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، وأرسل الدكتور صائب عريقات إلى لندن للقاء جون كيري لتلقي الأوامر منه حول كيفية التعاطي مع مسألة الذهاب إلى مجلس الأمن لإصدار قرار حول إنهاء الاحتلال.
"الرئيس عباس هدد بإلغاء التنسيق الأمني إذا استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) حال تقدم السلطة بمشروع قرارات حول إنهاء الاحتلال، ومن المؤكد أنه لن ينفذ هذا التهديد، أليس التنسيق الأمني من مصلحة الفلسطينيين؛ مثلما قال السيد الهباش الذي بات ناطقًا باسمه، بعد أن خسر معظم أعضاء قيادته؟"، والكلام للكاتب.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا