إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2014-07-26 07:19
كنائس غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة


وجد مسلمو قطاع غزة فى الكنائس مأوى لهم بعدما تهدمت غالبية البيوت والمساجد جراء القصف الإسرائيلى الذى يضرب القطاع منذ 18 يومياً. فلم تكن الكنائس مجرد مكان يحمى سكان المناطق المتضررة من القصف فحسب، بل أتاح للمسلمين منهم إقامة صلواتهم الخمس فيها.
«إنها تجربة غير مألوفة أن أصلى 5 مرات يوميا بالقرب من أيقونة للمسيح»، هكذا وصف محمود خلف، أحد سكان القطاع، مشاعره عندما أدى صلواته الخمس فى كنيسة القديس «بروفيريوس» للروم الأرثوذكس فى غزة القديمة.

فمنذ قصف الجيش الإسرائيلى حى «الشعف» الذى يسكنه محمود لم يعد متاحا له إلا اللجوء إلى هذه الكنيسة، حيث يولى الكهنة وأبناء رعية القديس بروفيريوس ضيوفهم عناية خاصة.
وقال محمود (25 عاما): «يفسحون لنا المجال للصلاة وقد أدى ذلك إلى تغيير نظرتى للمسيحيين، لم أكن أعرفهم معرفة حقيقية، لكنهم باتوا أشقائى». وأضاف أن «المحبة بين المسلمين والمسيحيين تكبر هنا».
محمود أعرب عن ارتياحه للجوء مع 500 فلسطينى آخر إلى هذه الكنيسة، التى لم يكن أحد يتخيل أنها يمكن أن تتعرض للقصف. وأكد أنه بدأ يعتاد على الصلاة فى مكان عبادة لدين آخر، وخلال شهر رمضان أيضا الذى ينقضى أواخر يوليو الجارى. كما يتجه يوميا إلى القبلة، ويتلو آيات من القرآن ويسجد، كما لو أنه يفعل ذلك فى مسجد.
وقال خلف: «المسيحيون لا يصومون لكنهم بالتأكيد يحرصون على ألا يأكلوا أمامنا خلال النهار، ولا يدخنون ولا يشربون عندما يكونون معنا».
واعترف خلف بأنه من الصعوبة التمسك بمظاهر التقوى عندما تتساقط القذائف كالمطر، ويستشهد أكثر من 900 فلسطينى معظمهم من المدنيين، عدد كبير منهم من الأطفال. وأضاف: «فى الأوقات العادية، انأ مسلم يمارس فروضه الدينية، لكنى دخنت خلال رمضان، ولا أصوم بسبب الخوف والتوتر الناجمين عن الحرب».
وينقضى شهر رمضان الأسبوع المقبل، لكن العائلات المحزونة وعشرات آلاف المهجرين والذين مازالوا يتعرضون للقصف، لن يحتفلوا بالعيد.
ورأت صابرين، التى تعمل خادمة فى كنيسة القديس بروفيريوس منذ 10سنوات، أن «المسيحيين والمسلمين سيحتفلون على الأرجح بالعيد معاً هنا، إلا أن هذه السنة لن يكون العيد احتفاء بانتهاء الصوم وإنما سيكون عيد الشهداء».
وعلى الرغم من أجواء التعايش والتسامح، تبقى الكنيسة التى تظللها مئذنة المسجد المجاور وسط ساحة القتال، وتبقى التوترات حادة.
فوصول المساعدات يتسبب فى اندلاع شجار بين النساء والأطفال، الذين يهرعون للاستيلاء على الأكياس التى تحتوى على الخبز والماء، التى يحاول متطوعون من الكنيسة توزيعها بطريقة منظمة قدر الإمكان. كما تتعرض المقابر المسيحية والإسلامية للقصف أسوة بالمدنيين الذين تدك عليهم إسرائيل بيوتهم، إذ استهدفت شظايا وقذائف صاروخية بعض المقابر.
ويُقدر أفراد الطائفة المسيحية فى غزة بنحو 1500 نسمة، معظمهم من الروم الأرثوذكس، من أصل 1.8 مليون مسلم، فيما يعيش هناك 130 كاثوليكيا فقط.
فلقد عززت معاناة الفلسطينيين الروابط الطائفية والدينية بينهم بشكل أكبر، إذ إن التعايش بين المسلمين والمسيحيين فى القطاع لم يكن وديا ًعلى الدوام. فلقد تعرضت الأقلية المسيحية لهجمات عدة نُسبت إلى المتطرفين الإسلاميين ودانتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التى كانت تسيطر حينها على غزة.
فهذه الروح الطيبة بين مسلمى ومسيحيى القطاع، تعززها رسالة رئيس دائرة العالم المسيحى فى منظمة التحرير الفلسطينية الأب مانويل مسلم إلى مسلمى غزة، التى قال فيها: «إذا هدموا مساجدكم ارفعوا الآذان من كنائسنا».
ورأى الأب مانويل أن المسلمين فى غزة يعانون من كرب شديد جراء العدوان الذى مس جميع مجالات حياتهم بما فيها الروحية والدينية بالتزامن مع شهر رمضان الكريم الذى يجتمع فيه الجميع فى المساجد، وفقا لما نقلته عنه وكالة «نبأ» الإخبارية المستقلة الفلسطينية.
فالدين المسيحى، وفقا لمتطوع الكنيسة توفيق خادر، يؤكد أن المسيح قال: «أحبب قريبا وليس فقط عائلتك، إنما زميلك ورفيقك فى الصف المسلم والشيعى والهندوسى واليهودى، أبوابنا مفتوحة للجميع».


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا