Tweet

سجلت مؤشرات البورصة المصرية موجة تراجعات جماعية جديدة، استمراراً للهبوط الذي عانته في الجلسات الأخيرة، على خلفية الأحداث السياسية غير العادية التي تشهدها مصر حاليا. واستهلت البورصة تعاملات اليوم على عمليات بيع حادة على الأسهم بكميات ضخمة دون النظر للأسعار.

يأتي ذلك في أجواء مخاوف تنتاب بعض رجال الأعمال المنتمين للنظام السابق من عمليات تصفية حسابات حال الإعلان الرسمي بفوز المرشح الإسلامي، فضلا عن مخاوف أخرى من بعض فئات المستثمرين بتصاعد الأزمة بين القوى الثورية والمجلس العسكري بسبب الإعلان الدستوري المكمل الذي قلص من صلاحيات الرئيس.

وتراجع رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة في البورصة المصرية من نحو 314.3 مليار جنيه لدى إغلاق أمس، إلى نحو 306 مليارات جنيه لدى إغلاق تعاملات اليوم فاقداً نحو 8.3 مليار جنيه، تعادل نحو 2.6%.
مبيعات مكثفة
وتراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي إكس 30" من مستوى 4267 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس، إلى نحو 4087 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم، فاقداً نحو 180 نقطة تعادل نحو 4.2%.

كما تراجع مؤشر "إيجي إكس 70" من مستوى 386 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس، إلى نحو 377 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم فاقداً نحو 9 نقاط تعادل نحو 2.3%.

وأيضاً تراجع مؤشر "إيجي إكس 100" من مستوى 663 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس إلى نحو 643 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم فاقداً نحو 20 نقطة تعادل نحو 3%.

وقال العضو المنتدب بشركة "اراب فاينانس" للأوراق المالية، أسامة مراد، في تصريحات خاصة لـ "العربية نت" إن البورصة تشهد عمليات بيع مكثفة من قبل كافة المستثمرين وعلى رأسهم المستثمرين المصريين الذين تسيطر عليهم حالة القلق والخوف بعد قيام جماعة الإخوان المسلمين بإعلان فوز مرشحها الدكتور محمد مرسي قبل إعلان نتيجة الانتخابات بشكل رسمي.

ولفت مراد إلى أن بعض المحللين يطلقون على ما تشهده البورصة من حركة بيع أنه هجرة جماعية للمستثمرين من البورصة، وخاصة الأجانب، مشيراً إلى أن بعض الصناديق والشركات الأجنبية تفكر جدياً من سحب استثماراتها من مصر، وقال: لدي معلومات تؤكد أن شركة ألمانية تستثمر في البورصة المصرية مئات الملايين عقدت اجتماعاً أمس لدراسة خروجها من السوق المصرية، ولا يقتصر ذلك على الأجانب، فهناك مستثمرين مصريين أيضاً بدأوا يفكرون في الخروج من البورصة، ولا توجد علاقة بين ما يردده البعض بأن هؤلاء المستثمرين الذين يعتزمون الخروج من البورصة ينتمون للنظام السابق، ولكن ما تشهده الساحة السياسية من أحداث تؤكد أن المرحلة المقبلة لن تشهد أي نوع من الاستقرار.
مخاوف الأجانب
وقال مراد إن أداء المتعاملين في البورصة يشهد حالة من الارتباك، ولن تظهر أنباء توقف نزيف البورصة، ولكن الأحجام الضعيفة للتداول تحد من نزيف البورصة، لافتاً إلى أن أسعار الأسهم التي تراجعت بنسب حادة تمثل أكبر إغراء للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، ولكن حالة القلق التي تسيطر على المتعاملين في البورصة تمثل حاجزاً كبيراً لا يمكن تجاوزه في الوقت الحالي وفي ظل الأجواء السياسية السائدة.

وقال وسطاء بالسوق إن المخاوف تنتاب المستثمرين خاصة الأجانب من حدوث صدام جديد بين القوى الثورية وجماعة الإخوان المسلمين من جانب في ظل مؤشرات أولية بفوز مرشحهم محمد مرسي برئاسة الجمهورية، وبين المجلس العسكري الذي آلت إليه بعض السلطات في الدولة عقب حل البرلمان من جانب أخر.

وقالوا إن المستثمرين كانوا يأملون انتهاء الأزمة السياسية في مصر عقب انتخاب رئيس جديد، لكن حل البرلمان بدد تلك الآمال وخلق مخاوف من انزلاق البلاد في فترة جديدة من عدم الاستقرار ما قد يعطل من جهود إعادة بناء الاقتصاد.
تظاهرات مليونية
وشهدت البورصة اليوم عمليات بيع متعمدة قام بها بعض المضاربين والمستثمرين الرافضين للمؤشرات بفوز المرشح الإسلامي محمد مرسي برئاسة الجمهورية، فضلا عن المخاوف من تداعيات دعاوى التظاهرات في مليونية رفض الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري قبل أيام.

وجاءت أغلب عمليات البيع التي تمت على الأسهم القيادية والكبرى والتي يتركز فيها كبار المستثمرين والصناديق الاستثمارية خاصة أسهم شركات "أوراسكوم" المملوكة لعائلة ساويرس حيث أن هذه الشركات هي الأكثر تأثيرا في اتجاهات البورصة لوزنها الكبير، وبسبب عمليات البيه تراجع سهم "أوراسكوم للإنشاء" إلى مستوى 216 جنيها بنسبة تراجع تعادل نحو 6%، كما تراجع سهم أوراسكوم للإعلام بنسبة 4% مسجلا مستوى 1.26 جنيه، وأيضاً تراجع سهم أوراسكوم تليكوم بنسبة 2.6% مسجلا مستوى 2.66 جنيه.

وشهدت الأسهم الكبرى والقيادية مثل طلعت مصطفى القابضة وبالم هيلز للتعمير والبنك التجاري الدولي وهيرميس، عمليات بيع مكثفة، ما خلق حالة من الفزع بين المستثمرين الأفراد.