|
احتشد مئات الآلاف من معارضي انفصال إقليم كتالونيا في شوارع برشلونة لدعم وحدة إسبانيا التي جردت الإقليم من حكمه الذاتي في أعقاب تأييد البرلمان الكتالاني الاستقلال عن البلاد.
ودعمت كافة الأحزاب السياسية الوطنية الرئيسية في إسبانيا هذه المسيرة التي انطلقت تحت شعار" كلنا كتالانيون".
وحمل الكثير من المتظاهرين لافتات تطالب بسجن زعيم الإقليم المقال كارلس بوجديمون.
وقال وزير الهجرة البلجيكي، تيو فرانكين، يوم الأحد لقناة تلفزيونية محلية إن بوجديمون قد يطلب اللجوء السياسي هناك.
ولا توجد إشارة إلى أن الزعيم الكتالاني المقال يسعى إلى مغادرة الإقليم.
وقررت الحكومة المركزية في مدريد السبت إلغاء الحكم الذاتي في إقليم كتالونيا، والسيطرة على صلاحيات حكومته، وقالت إنها سترحب بمشاركة زعيم الإقليم المقال، في انتخابات محلية مرتقبة.
وقال جوزيب بوريل، السياسي الكتالاني المخضرم والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، للمتظاهرين إن زعماء الانفصال السابقين لم يكن لهم حق التحدث نيابة عن عموم الإقليم.
وقالت متظاهرة تدعى ماريانا فرنانديز، طالبة تبلغ من العمر 19 عاما، إنها لم تكن سعيدة بالإجراء الذي اتخذته السلطات في كتالونيا.
وأضافت لوكالة فرانس برس للأنباء :"شعرت بغضب شديد تجاه ما كانوا يفعلونه في بلد بناه أجدادي".
وقالت متظاهرة أخرى تدعى ماريا لوبيز لوكالة رويترز للأنباء :" ما الذين نريده؟ نريد ألا يقسمونا. إنه عار. نحن لانوافق على ذلك.... ينبغي وضع بوجديمون في السجن".
وأعلنت مدريد عن إجراء الانتخابات في كتالونيا لاختيار نواب البرلمان المحلي في ديسمبر/ كانون أول.
وجاء ذلك بعدما صدق برلمانه على الانفصال عن الحكومة المركزية.
وتشهد إسبانيا أزمة دستورية عاصفة منذ إجراء كتالونيا استفتاءً للانفصال، نظمته حكومة بوجديمون المؤيدة للانفصال، في وقت مبكر من هذا الشهر، وذلك في تحدٍ لقرار المحكمة الدستورية التي قضت بعدم قانونية الاستفتاء.
وتقول الحكومة الكتالونية إن 90 في المئة من المشاركين في الاستفتاء، الذين بلغت نسبتهم 43 في المئة من الناخبين المسجلين، أيدوا الانفصال عن الدولة الأم.
ما هي آخر التطورات؟
شهد السبت إلغاء الحكومة المركزية في مدريد للحكم الذاتي في إقليم كتالونيا، والسيطرة على صلاحيات حكومته.
وفي بيان رسمي (بالإسبانية)، نقلت إدارة حكم الإقليم إلى سورايا ساينث دي سانتاماريا، نائبة رئيس الوزراء الإسباني.
كما تولى وزير الداخلية الإسباني مسؤولية الشرطة المحلية في الإقليم بعدما أقالت مدريد كبار مسؤوليها، الجمعة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسبانية، إنيجو مينديس دي فيجو، إن بوجديمون لديه الحق في مواصلة العمل في السياسة على الرغم من إقالته.
وأضاف في تصريحات لرويترز: "متأكد تماما من أنه إذا شارك بوجديمون في هذه الانتخابات فبإمكانه ممارسة هذه المعارضة الديمقراطية".
ومضى قائلا: "الكتالونيون سيكون في إمكانهم قول ما يشعرون به بشأن ما يرونه خلال الفترة الأخيرة من هذا العام، من إخفاق في تطبيق القانون، وإساءة استخدامه وإخراجهم من دائرة القانون".
وجاءت تصريحات دي فيجو بعد كلمة لوجديمون، في خطاب مسجل مسبقا موجه للكتالونيين السبت، قال فيه إن تصرفات الحكومة الإسبانية المركزية "عدوان متعمد" بالمخالفة للإرادة التي عبر عنها المواطنون في بلدنا، الذين يعرفون تمام المعرفة أنه في الدول الديمقراطية يستطيع البرلمان وحده اختيار الروساء وإقالتهم.
وأضاف: "نواصل اتباعنا للنهج الوحيد الذي يمكننا من الفوز. دون عنف، ودون إهانات، بطريقة تضمن مشاركة الجميع، تحترم الشعب والرموز والآراء، وكذلك تحترم احتجاجات الكتالونيين الذين لا يوافقون على ما اتخذته الأغلبية البرلمانية من قرارات".
وأظهر استطلاع للرأي، أجرته صحيفة "إل بايس" الإسبانية، السبت، أن كثيرا من الكتالونيين (تتراوح 52 في المئة) أيدوا حل البرلمان الإقليمي وإجراء انتخابات جديدة، مقابل معارضة 43 المئة.
وعارض 55 في المئة من الكتالونيين المستطلعة آراؤهم إعلان الاستقلال، بينما أيده 41 في المئة.
ما هي الصلاحيات التي يمتلكها إقليم كتالونيا؟
قبيل حكم مدريد المباشر على الحكومة في كتالونيا، كان الإقليم يتمتع بأحد أكبر مستويات الحكم الذاتي في إسبانيا.
ويتمتع الإقليم ببرلمان خاص، وقوات شرطة خاصة وكذلك هيئة بث إذاعي وتليفزيوني، إلى جانب حكومة ورئيس، لكن كل تلك الصلاحيات الآن جرى إلغاؤها الآن.
وكانت الشؤون الخارجية والقوات المسلحة والسياسة المالية مسؤولية الحكومة الإسبانية في مدريد وحدها.
ما هو رد الفعل؟
احتفل الآلاف بإعلان الاستقلال، الجمعة، في شوارع برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا.
كما خرجت مظاهرات تؤيد وحدة إسبانيا، وخرج المحتجون إلى شوارع برشلونة يلوحون بالأعلام الإسبانية، ويدينون استقلال كتالونيا.
وشهد السبت خروج عدة آلاف من المحتجين في مظاهرة في مدريد، وهم يلوحون بالأعلام الإسبانية، ويدعون إلى الوحدة الوطنية، واتهم بعضهم قادة كتالونيا بالخيانة.
كيف اندلعت الأزمة؟
بعد إجراء الاسفتاء في 1 أكتوبر/ تشرين أول، وقع بوجديمون إعلانا بالاستقلال لكنه أرجأ تنفيذه سعيا للدخول في مفاوضات مع الحكومة الإسبانية.
وتجاهل بوجديمون تحذيرات الحكومة في مدريد التي طالبت بإلغاء الاستفتاء، ما دفع رئيس الوزراء الإسباني إلى التهديد بإقالة زعماء كتالونيا وفرض الحكم المباشر عليها.
لكن المحكمة الدستورية في مدريد قضت بأن الاستفتاء غير قانوني.
وإقليم كتالونيا من أغنى المناطق في إسبانيا، ويتمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي.
|
|
|