إعلان نصى هنا   Online Quran Classes   إعلان نصى هنا  
           
2017-05-10 10:27
إقالة كومي تقحم ترامب في أزمة ثقة داخلية


أعلن البيت الأبيض الثلاثاء ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) جيمس كومي، الرجل الأمني الأقوى في الولايات المتحدة.

وجاء في بيان البيت الأبيض "لقد أبلغ الرئيس دونالد ترامب اليوم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (كومي) بأنه قرر إعفائه من مهامه، وإقالته من منصبه". وقال ترامب في الرسالة التي وجهها لكومي انه يتفق مع توصية من وزير العدل جيف سيشنز بأنه "لم يعد قادرا على إدارة المكتب بشكل فعال".

وجاء قرار ترامب مفاجئا بعد الكشف عن إعطاء كومي معلومات غير دقيقة للكونغرس بشأن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي.

وحول المعلومات غير الدقيقة التي أدلى بها كومي خلال إدلاءه بشهادته أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ يوم الثالث من أيار الجاري فيما يخص مساعدة كلينتون، هوما عابدين، التي "أرسلت المئات بل الآلاف من الرسائل الإلكترونية، (بعضها تحتوي على معلومات سرية) لزوجها آنذاك آنثوني وينر".

وناقد "أف بي آي" الثلاثاء اتهام كومي مؤكداً أن "عابدين أرسلت فقط مجموعتين من الرسائل بهما معلومات سرية لزوجها من أجل طباعتها".

وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن أغلبية الرسائل الإلكترونية البالغ عددها 49 ألف رسالة وجدت على الحاسوب الخاص لزوج عابدين، ونقلت عبر نسخة احتياطية لهاتف بلاك بيري الذكي الخاص بعملها.

ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي حالياً تحقيقا حول مزاعم بشأن العلاقة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

وكان كومي قد تدخل مرتين في مسار الانتخابات الرئاسية الأميركية وذلك في شهر تموز 2016 وأيضا في شهر تشرين الأول حين أدلى بتصريحات بشأن تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي في الرسائل الإلكترونية الخاصة بهيلاري كلينتون، وهو التصريح الذي يعتقد كثيرون بأنه بدد حظوظ كلينتون في الفوز بالانتخابات الرئاسية، كما أن كلينتون نفسها ألقت باللوم في خسارتها الانتخابات الرئاسية على كومي.

وقالت كلينتون حينئذ ان "إعلان جيمس كومي إعادة التحقيق في استخدامها لبريديها الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية قبل أيام من الانتخابات كان له ضرر سياسي كبير" على حملتها الانتخابية.

وتعزز إقالة كومي الغموض المحيط بقضية التواطؤ المفترض بين حملة ترامب مع روسيا، حيث يعتقد الخبراء ان قرار الرئيس ترامب المفاجئ بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) جيمس كومي، "سوف يسلط مزيداً من الأضواء على القضية التي كان ترامب حريصاً على صرف الانتباه عنها وهي علمه بوجود اتصالات بين مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، ومساعدين آخرين وروسيا"بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

ويعتقد البعض أن حجج البيت الأبيض القائلة بإن ترامب أقال كومي لإساءته إدارة التحقيق المتعلق ببريد هيلاري كلينتون الإلكتروني "غير قابلة للتصديق"، وأنها ليست أقل زيفاً من بعض الحجج التي قدمها فريق ترامب حول إقالة الجنرال مايكل فلين، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي في شهر شباط الماضي.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الى أن مصادر من البيت الأبيض أشارت إلى ان ترامب كان يتحدث عن إقالة كومي منذ ما قبل حفل تنصيبه (ترامب)، يوم 20 كانون الثاني الماضي "إلا أنه من غير الواضح لماذا قرر ترامب الضغط على الزناد في هذا التوقيت، ما أصاب المؤسسة الأمنية الأقوى في الولايات المتحدة بحالة من الذهول والقلق مساء الثلاثاء، حتى بين عملاء مكتب إف.بي.آي الذين يبغضون كومي".

وتحيط التساؤلات والغموض بقضية الجنرال فلين ولماذا لم يستجب ترامب في وقت مبكر للتحذيرات بشأن اتصالات فلين مع روسيا؟ ولماذا لم ينصت لتحذير الرئيس باراك أوباما حول تعيينه؟ ولماذا انتظر ترامب 18 يوماً قبل إقالة مستشاره للأمن القومي بعد تأكده من أن فلين عرضة للابتزاز؟

وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن إحدى التقديرات تقول بأن ترامب لم يحرك ساكناً من قبل لأنه كان على علم مسبق بحديث فلين مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك يوم 29 كانون الأول 2016 عن احتمال رفع العقوبات، وبأن "فلين قد كذب على نائب الرئيس المنتخب مايك بنس بشأن هذه المحادثة الهاتفية".

وتحمل إقالة كومي أصداء فضيحة وترغيت عام 1973 التي أطاحت بالرئيس الأميركي عندئذ ريتشارد نيكسون حيث يعتبر الخبراء أن الرئيس الأميركي ترامب "أقال المسؤول الذي ربما يكون قد ساعده في الوصول إلى مقعد الرئاسة، والذي كان يمثل على الأرجح التهديد الأكبر على مستقبل ولايته الرئاسية" بحسب نيويورك تايمز.

يشار إلى أنه لم يقدم أي رئيس أميركي منذ فضيحة ووترغيت على إقالة مسؤول يقود تحقيقا ضده، مما يدفع لمقارنة القرار الذي اتخذه ترامب مساء الثلاثاء بما يُعرف بـ"مذبحة ليلة السبت" في تشرين الأول 1973، عندما أمر الرئيس نيكسون بإقالة المدعي الخاص أرشيبالد كوكس الذي كان يحقق في القضية التي دفعت نيكسون للاستقالة من منصبه في شهر آب عام 1974.

وأشار ترامب في رسالة إقالة كومي الى أن كومي أخبره ثلاث مرات بأنه "لم يكن قيد التحقيق"، فيما اعتبر خطوة وقائية لنفي أي مزاعم بأن قراره جاء بدافع مصلحته الشخصية، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن الرئيس ترامب كان لديه الكثير على المحك، بالنظر إلى أن كومي كان قد أعلن ​​أن مكتب (إف.بي.آي) يحقق في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة في العام الماضي وفي احتمالات تواطؤ بعض مساعدي حملة ترامب الانتخابية مع موسكو.

وفاجأ القرار أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذين اعتبروه تحركاً سافراً من شأنه تأجيج تحقيق محتدم سياسياً بالفعل.

ورغم جميع تحركاته غير التقليدية خلال الأشهر الأربعة التي قضاها في منصبه، ما زال لدى الرئيس ترامب القدرة على مفاجأة الآخرين، ومن الواضح أن إقالة مدير مكتب "إف.بي.آي" وسط مثل هذا التحقيق "تتجاوز كافة حدود التصرفات التقليدية" بحسب رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر.

ويعتقد آخرون أنه من المحتمل أن يكون الرئيس ترامب قد افترض أن الديمقراطيين يبغضون كومي بسبب التحقيق الذي قاده العام الماضي بشأن البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون إلى حد من شأنه أن يدفعهم إلى تأييد قرار إقالته، أو قبوله على الأقل، ولكن يبدو أن حساباته كانت خاطئة، إذ هرع الديمقراطيون لإدانة هذه الخطوة والمطالبة بتعيين مدع خاص لضمان استقلال التحقيق "الروسي" عن الرئيس.

وأثارت هذه الخطوة شكوكاً بأن لدى ترامب شيء يخفيه، ويمكن أن تقوض علاقاته مع الجمهوريين الذين قد يحجمون عن الدفاع عنه في مسألة غامضة لا يعلمون الكثير عنها.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا

         
                     
    اعلان نصى هنا Online Quran Classes   اعلان نصى هنا